تحليل خاص | كيف خسر "الأخضر" السعودي أمام بولندا؟

في الدَّقيقة 46 أعلن الحكم عن ضربة جزاء للمنتخب السُّعودي بعد عرقلة الشَّهري داخل منطقة الجزاء، لكن الحارس البولندي تصدَّى لها، في الإعادة تبيَّن أنَّ ركلة الجزاء كان يجب أن تُعاد لأنَّ شتينزني حارس منتخب بولندا

تحليل خاص | كيف خسر

(Gettyimages)

تشكيلة المنتخبين

بدأ المنتخب البولندي اللِّقاء بخطَّة 3-4-1-2؛ شتينزني في حراسة المرمى؛ كامل غليك، جاكوب كويور وبارتوز بيريزينسكي ثلاثي الدِّفاع؛ في الوسط ماتي كاش، كريستيان بيليك، غجيغوش كريتشوبياك وبرميسلاف فرانكوفسكي؛ بيوتر زيلينسكي لعب دور صانع اللَّعب خلف المهاجمين روبيرت ليفاندوفسكي واركاديوش ميليك.

بدأ المنتخب السُّعودي المباراة بخطَّة 4-1-4-1؛ محمَّد العويس في حراسة المرمى؛ سعود عبد الحميد، عبد الإله العمري، علي البليهي ومحمَّد البريك في خطّ الدِّفاع؛ عبد الإله المالكي في وسط المحور؛ في وسط الميدان تواجد فراس البريكان، سامي النَّجعي، محمَّد كنّو وسالم الدّوسري وفي الهجوم تواجد صالح الشَّهري.

الشَّوط الأوَّل- العهر التَّحكيمي وسرقة السُّعوديَّة في وضح النَّهار

بدأ لاعبو المنتخب السُّعودي الشَّوط الأوَّل بشكل ممتاز، ضغط عال، بناء لعب سريع ولعب منظَّم ووصلوا المرمى، لكن لم يحالفهم الحظّ بالتَّسجيل.

في هذا الشَّوط نقصت المنتخب السُّعودي اللَّمسة الأخيرة، فحاول المنتخب السُّعودي الاعتماد على العرضيّات لكن طول لاعبي المنتخب البولندي حدَّت من خطورة تلك المحاولات، وفي العمق لم تكن هناك حلول بسبب الكثافة العدديَّة التي خلقها لاعبو بولندا في الوسط.

في الحالة الدِّفاعيَّة دافع المنتخب السُّعودي بخطَّة 4-5-1

وفي الحالة الهجوميَّة كانت الخطَّة قريبة من 4-2-3-1.

بالنِّسبة للمنتخب البولندي فقد بدأ اللِّقاء بخطَّة 3-4-1-2. حتّى الدَّقيقة 15 عانى المنتخب البولندي في بناء اللَّعب، فكان يضطر ليفاندوفسكي إلى العودة للخلف لاستقبال الكرات وإرسالها للأمام، الأمر الذي أجبر المدرِّب البولندي على تغيير الخطَّة إلى 4-4-1-1، مع إعطاء الحرِّيَّة لفرانكوفسكي وزيلينسكي بالتَّحوُّل باتِّجاه الوسط لتلقّي الكرات وبناء اللَّعب من العمق ومن الأطراف.

اعتمد المنتخب البولندي على الكرات الطَّويلة باتِّجاه ليفاندوفسكي وميليك، محاولين استغلال تقدُّم لاعبي المنتخب السُّعودي، وبهذه الطَّريقة سجَّلوا الهدف الأوَّل في الدَّقيقة 39، رغم سيطرة المنتخب السُّعودي الواضحة في هذا الشَّوط.

لعب المنتخب البولندي بعنف منذ بداية المباراة، إذ حاول تحويل اللَّعب من كرة قدم إلى صراعات جسمانيَّة قذرة بعيدة كل البعد عن كرة القدم حيث استحَّق لاعبين بولنديّين الطَّرد لارتكابهما الخشونة المتعمَّدة، حيث كان لديهما بطاقة صفراء قبل ذلك. على المستوى الدِّفاعي لعب المنتخب البولندي بخط دفاع منخفض معتمدًا على مؤازرة زيلينسكي وفرانكوفسكي الدِّفاعيَّة في الأطراف، ومساندة ميليك الدِّفاعيَّة في العمق. ففي بعض الأحيان كانت تتحوَّل الخطَّة إلى خماسي في خطّ الدِّفاع بتغطية فرانكوفسكي مكان الظَّهير بيريزينسكي، ويتحوَّل الأخير لقلب دفاع ثالث.

في الدَّقيقة 46 أعلن الحكم عن ضربة جزاء للمنتخب السُّعودي بعد عرقلة الشَّهري داخل منطقة الجزاء، لكن الحارس البولندي تصدَّى لها، في الإعادة تبيَّن أنَّ ركلة الجزاء كان يجب أن تُعاد لأنَّ شتينزني حارس منتخب بولندا كانت رجله بعيدة عن خط المرمى عند تنفيذ ضربة الجزاء.

الشَّوط الثّاني

بدأ الشَّوط الثّاني بتغييرين أحدهما من داخل الملعب والآخر من خارج الملعب، فقد دخل في بداية هذا الشَّوط نوّاف العابد مكان سامي النَّجعي لإعطاء حركيَّة أكثر للجانب الهجومي، أمّا التَّغيير الثّاني فكان على أرض الملعب بتبديل مراكز البريك الذي واجه صعوبة في التَّغلُّب على مات كاش في الجهة اليسرى بسعود عبد الحميد، ليتحوَّل البريك إلى الجهة اليمنى وعبد الحميد إلى الجهة اليسرى.

استمرَّت السَّيطرة السُّعوديَّة في هذا الشَّوط، لكن الضغط هذه المرَّة خلقه المنتخب السُّعودي على الجهة اليسرى التي يتواجد فيها سالم الدوسري محاولًا استغلال البطاقة الصَّفراء التي حاز عليها مات كاش، والخطَّة الثانية في هذا الشَّوط كانت الكرات القطريَّة التي انتظرها البريكان من كنّو لاستغلال العرضيّات، هذه الخطَّة لم تنجح بسبب الكثافة العدديَّة في العمق والأطراف وطول قامة قلوب دفاع المنتخب البولندي.

كل هذه المحاولات لم تأتِ بنتيجة للمنتخب السُّعودي، ليخطف ليفاندوفسكي الكرة من دفاع المنتخب السُّعودي في الدَّقيقة 82 ويطلق بذلك رصاصة الرَّحمة على المنتخب السُّعودي مسجِّلًا الهدف الثّاني لمنتخبه.

رجل المباراة

بتسجيله هدف، لمسة حاسة في الهدف الأوَّل، محاربته على كلّ كرة، يستحق روبيرت ليفاندوفسكي لقب رجل المباراة.

التعليقات